النّمر المُفترس أحد أكبر أعضاء عائلة القطط أو السنوريّات المُتواجدة ضمن شعبة الثّدييات، تُميّزه عن باقي عائلة السنوريّات نمطُ الخطوط المُمتدّة من رأس النّمر حتى مُؤخّرة جسده باللّون الأسود الدّاكن على الفراء البرتقاليّ المُحمر. يرجع سبب تسمية النّمر بهذا الاسم لاشتقاقه من كلمة نمار، والتي تعني المُرقّط أو الذي يحمل علامات على جسمه. يصِل طول جسم أكبر النّمور حجماً إلى 3.38 متر، وكتلته إلى 388 كغم. تملك النّمور أطول أسنان على الإطلاق بين السنوريّات؛ حيث يصل طولها إلى 7.6 سم. وتتغذّى بشكل رئيس على الحيوانات ذات الحوافر، مثل الغزلان والبقريّات.[١]
صغير النمريُطلق على صغير النمر اسم الفزر، وهي حيوانات تنتمي لفصيلة القطط وهي أعنفها على الإطلاق، تتميّز بشراسة كبيرة وعدوانيّة هائلة ما بين أنواع الحيوانات المُختلفة على الأرض. يساعدها في عنفها جسمها القويّ الذي يُسهّل القضاء على أيّ فريسة لو كانت تزيد عنها وزناً، وذلك بفضل ساقيها وأكتافها القويّة. الصّغار تُربّى من قِبَل الأم، حيث إنّه لم يُرصَد أيّ نشاط اجتماعيّ للنّمور؛ فهي تُحبّ أن تعيش وحيدة بعيداً عن العائلة والمجموعات كما الأسود، وتضطرّ الأم لإبعاد الذّكر بالقوة في بعض الأحيان خوفاً على الفزر الصّغيرة من أن يُهاجمها الذّكر ويقضي عليها، فالأم لا تُشارك أحد الطعام كما النّمور الأخرى إلا لإطعام صغارها.[٢]
أماكن الإنتشاريمتدّ موطن النّمور على مساحة واسعة من قارّة آسيا، فمن حدود تُركيّا في الغرب إلى ساحل روسيا الشرقيّ تكون مواطن طبيعيّة للنّمر، لكن تمّ فقدان 93% من النّمور من حول العالم حتى الآن، وتم اجتثاثها من جنوب غرب ووسط آسيا وجزر جاوا وبالي وباقي دول شرق آسيا. وحافظ النّمر البنغاليّ على موطنه في وسط الهند بأعداد تصل إلى 2000 فرد. الآن تعتبر مواطن النّمور المُتبقّية هو إقليم التايغا السيبيرية وغابات المنغروف الاستوائية. والآن تعيش النّمور ضمن مجموعات معزولة عن بعضها نتيجةً لتناقُص أعدادها وتهديد مواطنها، وتصل أعدادها إلى 4000 فرد حاليّاً، بعدما كانت 100 ألف نمر في بداية القرن العشرين.[٣]
تزاوج النمورتتزاوج النّمور فيما بينها على مدار العام، ولكن يُعتبر فصل الرّبيع الفصل المُفضّل للتّزاوج، ويحدث التّزاوج بشكل سريع ليترك الذّكر الأنثى بعد أيام حين يتأكّد من حملها. تستمرّ مدّة الحمل لدى الأنثى ما يُقارب الأربع أشهر، وتضع ما بين 3 إلى 4 صغار في الأوضاع الطبيعيّة. خلال فترة تُقارب ثمانية أسابيع يستطيع الفرز أو الفرزة الخروج من الجحر لتتعلّم أمور الحياة من قِبَل الأم، وأوّلها التخلّص والهروب من التّهديدات المُحيطة مثل الأنسان في شبه القارة الهنديّة، والحيوانات الخطيرة كالأفعى وغيرها. ثم تُعلّمها الأم كيفيّة الاصطياد عن طريق مُراقبتها وهي تنقضّ على الفريسة وتُخطّط لذلك. يتغذّى النّمر على حيوانات ذات حجم مُتوسّط وذات حجم كبير على حدٍّ سواء، كالظّباء، والخنازير البريّة، والثّيران، والجواميس، والأيائل، والغزلان، عن طريق مسك العنق والقضاء على الفريسة بخنقها وقطع الدّم عن الرّأس، ولا تستطيع الصّغار الاعتماد على نفسها بالصّيد إلا بعد بلوغها العام الأول، والنمور لا تصل مرحلة البلوغ إلا بعد عامها الثّالث، ويصل وزنها إلى 300 كغم حسب النّوع.[٣]
أنواع النمورللنّمر عدة أنواع مُختلفة منها:[١]
كانت ومازالت العلاقة بين الإنسان والنّمر علاقةً تنافسيّةً بين الطرفين، ومُحاولةً من كل طرف أن يسود على الطّرف الآخر. ومنذ القرون الماضية بدأ الإنسان مُحاولاته للسّيطرة على النّمر وإظهار قوّته من خلال القضاء على النّمر، فانتشرت ألعاب مُختلفة في قارّة آسيا تدور قوانينها حول قدرة الرّجال في السّيطرة على النّمور وصيدها، نالت هذه الألعاب إعجاب المُستعمرين البريطانيّين والأُمراء في القرنين التّاسع عشر والحادي عشر،[٤] إلا أنّ هذا لم يمنع النّمور من مُهاجمة البشر بشكلٍ وحشيّ وأكلهم خلال اقترابهم من مناطق تجمُّع النّمور أو اقترابه من أطفال النّمر، وانتشرت هذه الظاهرة في ريف الهند، وأصبحت النّمور واحدة من مُسبّبات الموت المُنتشرة في الهند.
استخدم الصينيّون أجزاء جسم النّمور في الطب كمُسكّنات وكذلك كمُنشّطات، لكن لم يتمّ اثبات أيّ تأثيرات طبيّة لأجزاء جسم النّمر على الإنسان علميّاً. كما قامت الصّين بحظر صيد النّمر لاستخدامه في العلاج واعتبرته مُخالفاً للقانون. واستُخدمت النّمور في المُدرّجات الرومانيّة القديمة في معارك مع البشر والحيوانات الأُخرى. وفي القرن السّابع عشر استخدم الأوروبيّون النّمور في حماية قِلاعهم، واستخدموه أيضاً كرمزٍ لقوّة القلاع وحصانتها. وفي القرن الثّامن عشر بدأ الإنسان بترويض النّمور وتدريبها ووضعها في حلقات السّيرك، والتي أصبحت تُدرّ دخلاً كبيراً لأفراد السّيرك بسبب وجودها.[٥]
جلد النمرتعرّضت النّمور على نطاق واسع للصّيد لجمع جلودها؛ فالنّمور تمتلك جلوداً مُخطّطةً وفاخرةً جدّاً. بلغت ذروة بيع جلود النمور في ستّينات القرن العشرين، وكان ثمن جلد النمر الواحد 4250 دولار، ممّا حقّق أرباحاً كبيرةً جدّاً للقرويّين والفقراء في آسيا. وبتناقص أعداد النّمور حول العالم، بدأت جمعيّات المُحافظة على الحيوان حملاتٍ للحدّ من صيد النّمور سنة 1977.[٥]
المراجعالمقالات المتعلقة بما اسم صغير النمر